النبي زكريا
كان زكريا النبي معاصراً لحجي النبي وقد سجل لنا هذا السفر بإرشاد من روح
الله في مستهل سنة 520 ق.م. إذ ارسله الله للمسبيين العائدين من المنفى
ليشجعهم على عبادة الله من غير خوف . يبدأ السفر بسلسلة من ثماني رؤى تصف
بلغة تصويرية حيّة قوة الله ، وتحكّمه في شؤون الناس ، وأهمية القوة
الروحية ، ودينونة الله للخطية ، والوعد بأمور مستقبلية . وأعقب هذه الرؤى
بسلسلة من الرسائل غير مؤرخة تشتمل على حض عام وعلى ذكر الدينونة الآتية .
ان أهم جزء من هذه الرسائل هي النبوءات المتعلقة بمجيء المسيح . ان النقطة
الأساسية التي يدور حولها هذا السفر هي اهتمام الله بتدبير وسد حاجات شعبه
يغدق الله حمايته وخيراته وقوة نعمته على شعبه أي الذين يؤمنون به . ان
حاجاتهم العظمى ، هي معرفة الله بصورة أفضل، ستتحقق بإرسال المسيا ، الرب
يسوع المسيح .
سفر زكريا
في الشهر الثامن في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب الى زكريا بن
برخيا بن عدّو النبي قائلا قد غضب الرب غضبا على آبائكم. فقل لهم. هكذا
قال رب الجنود. ارجعوا اليّ يقول رب الجنود فارجع اليكم يقول رب الجنود.
لا تكونوا كآبائكم الذين ناداهم الانبياء الاولون قائلين هكذا قال رب
الجنود ارجعوا عن طرقكم الشريرة وعن اعمالكم الشريرة. فلم يسمعوا ولم
يصغوا اليّ يقول رب الجنود. آباؤكم اين هم. والانبياء هل ابدا يحيون. ولكن
كلامي وفرائضي التي اوصيت بها عبيدي الانبياء أفلم تدرك آباءكم. فرجعوا
وقالوا كما قصد رب الجنود ان يصنع بنا كطرقنا وكاعمالنا كذلك فعل بنا
في اليوم الرابع والعشرين من الشهر الحادي عشر. هو شهر شباط. في السنة
الثانية لداريوس كانت كلمة الرب الى زكريا بن برخيا بن عدّو النبي قائلا
رأيت في الليل واذا برجل راكب على فرس احمر وهو واقف بين الآس الذي في
الظل وخلفه خيل حمر وشقر وشهب. فقلت يا سيدي ما هؤلاء. فقال لي الملاك
الذي كلمني انا أريك ما هؤلاء. فاجاب الرجل الواقف بين الآس وقال هؤلاء هم
الذين ارسلهم الرب للجولان في الارض. فاجابوا ملاك الرب الواقف بين الآس
وقالوا قد جلنا في الارض واذا الارض كلها مستريحة وساكنة
فاجاب ملاك الرب وقال. يا رب الجنود الى متى انت لا ترحم اورشليم ومدن
يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة. فاجاب الرب الملاك الذي كلمني
بكلام طيب وكلام تعزية. فقال لي الملاك الذي كلمني ناد قائلا. هكذا قال رب
الجنود. غرت على اورشليم وعلى صهيون غيرة عظيمة. وانا مغضب بغضب عظيم على
الامم المطمئنين. لاني غضبت قليلا وهم اعانوا الشر. لذلك هكذا قال الرب.
قد رجعت الى اورشليم بالمراحم فبيتي يبنى فيها يقول رب الجنود ويمد
المطمار على اورشليم. ناد ايضا وقل. هكذا قال رب الجنود. ان مدني تفيض بعد
خيرا والرب يعزّي صهيون بعد ويختار بعد اورشليم
فرفعت عينيّ ونظرت واذا باربعة قرون. فقلت للملاك الذي كلمني. ما هذه.
فقال لي هذه هي القرون التي بددت يهوذا واسرائيل واورشليم. فاراني الرب
اربعة صنّاع. فقلت جاء هؤلاء ماذا يفعلون. فتكلم قائلا هذه هي القرون التي
بددت يهوذا حتى لم يرفع انسان راسه. وقد جاء هؤلاء ليرعبوهم وليطردوا قرون
الامم الرافعين قرنا على ارض يهوذا لتبديدها
فرفعت عينيّ ونظرت واذا رجل وبيده حبل قياس. فقلت الى اين انت ذاهب. فقال
لي لاقيس اورشليم لارى كم عرضها وكم طولها. واذا بالملاك الذي كلمني قد
خرج وخرج ملاك آخر للقائه. فقال له اجر وكلم هذا الغلام قائلا. كالاعراء
تسكن اورشليم من كثرة الناس والبهائم فيها. وانا يقول الرب اكون لها سور
نار من حولها واكون مجدا في وسطها
يا يا اهربوا من ارض الشمال يقول الرب. فاني قد فرقتكم كرياح السماء
الاربع يقول الرب. تنجّي يا صهيون الساكنة في بنت بابل. لانه هكذا قال رب
الجنود. بعد المجد ارسلني الى الامم الذين سلبوكم لانه من يمسكم يمسّ حدقة
عينه. لاني هانذا احرّك يدي عليهم فيكونون سلبا لعبيدهم. فتعلمون ان رب
الجنود قد ارسلني
ترنمي وافرحي يا بنت صهيون لاني هانذا آتي واسكن في وسطك يقول الرب. فيتصل
امم كثيرة بالرب في ذلك اليوم ويكونون لي شعبا فاسكن في وسطك فتعلمين ان
رب الجنود قد ارسلني اليك. والرب يرث يهوذا نصيبه في الارض المقدسه ويختار
اورشليم بعد. اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لانه قد استيقظ من مسكن قدسه
وأراني يهوشع الكاهن العظيم قائما قدام ملاك الرب والشيطان قائم عن يمينه
ليقاومه. فقال الرب للشيطان لينتهرك الرب يا شيطان. لينتهرك الرب الذي
اختار اورشليم. أفليس هذا شعلة منتشلة من النار
وكان يهوشع لابسا ثيابا قذرة وواقفا قدام الملاك. فاجاب وكلم الواقفين
قدامه قائلا انزعوا عنه الثياب القذرة. وقال له انظر. قد اذهبت عنك اثمك
والبسك ثيابا مزخرفة. فقلت ليضعوا على راسه عمامة طاهرة. فوضعوا على راسه
العمامة الطاهرة والبسوه ثيابا وملاك الرب واقف. فاشهد ملاك الرب على
يهوشع قائلا هكذا قال رب الجنود ان سلكت في طرقي وان حفظت شعائري فانت
ايضا تدين بيتي وتحافظ ايضا على دياري واعطيك مسالك بين هؤلاء الواقفين.
فاسمع يا يهوشع الكاهن العظيم انت ورفقاؤك الجالسون امامك. لانهم رجال
آية. لاني هانذا آتي بعبدي الغصن. فهوذا الحجر الذي وضعته قدام يهوشع على
حجر واحد سبع اعين. هانذا ناقش نقشه يقول رب الجنود وازيل اثم تلك الارض
في يوم واحد. في ذلك اليوم يقول رب الجنود ينادي كل انسان قريبه تحت
الكرمة وتحت التينة
فرجع الملاك الذي كلمني وايقظني كرجل أوقظ من نومه. وقال لي ماذا ترى.
فقلت قد نظرت واذا بمنارة كلها ذهب وكوزها على راسها وسبعة سرج عليها وسبع
انابيب للسرج التي على راسها. وعندها زيتونتان احداهما عن يمين الكوز
والاخرى عن يساره. فاجبت وقلت للملاك الذي كلمني قائلا ما هذه يا سيدي.
فاجاب الملاك الذي كلمني وقال لي أما تعلم ما هذه. فقلت لا يا سيدي. فاجاب
وكلمني قائلا هذه كلمة الرب الى زربابل قائلا لا بالقدرة ولا بالقوة بل
بروحي قال رب الجنود. من انت ايها الجبل العظيم. امام زربابل تصير سهلا.
فيخرج حجر الزاوية بين الهاتفين كرامة كرامة له
وكانت اليّ كلمة الرب قائلا ان يدي زربابل قد اسستها هذا البيت فيداه
تتمّمانه فتعلم ان رب الجنود ارسلني اليكم. لانه من ازدرى بيوم الأمور
الصغيرة. فتفرح اولئك السبع ويرون الزيج بيد زربابل. انما هي اعين الرب
الجائلة في الارض كلها. فاجبت وقلت له ما هاتان الزيتونتان عن يمين
المنارة وعن يسارها. واجبت ثانية وقلت له ما فرعا الزيتون اللذان بجانب
الانابيب من ذهب المفرغان من انفسهما الذهبيّ. فاجابني قائلا اما تعلم ما
هاتان. فقلت لا يا سيدي. فقال هاتان هما ابنا الزيت الواقفان عند سيد
الارض كلها
فعدت ورفعت عينيّ ونظرت واذا بدرج طائر. فقال لي ماذا ترى. فقلت اني ارى
درجا طائرا طوله عشرون ذراعا وعرضه عشر اذرع. فقال لي هذه هي اللعنة
الخارجة على وجه كل الارض. لان كل سارق يباد من هنا بحسبها وكل حالف يباد
من هناك بحسبها. اني اخرجها يقول رب الجنود فتدخل بيت السارق وبيت الحالف
باسمي زورا وتبيت في وسط بيته وتفنيه مع خشبه وحجارته
ثم خرج الملاك الذي كلمني وقال لي. ارفع عينيك وانظر ما هذا الخارج. فقلت
ما هو. فقال هذه هي الايفة الخارجة. وقال هذه عينهم في كل الارض. واذا
بوزنة رصاص رفعت. وكانت امرأة جالسة في وسط الايفة. فقال هذه هي الشر.
فطرحها الى وسط الايفة وطرح ثقل الرصاص على فمها. ورفعت عينيّ ونظرت واذا
بامرأتين خرجتا والريح في اجنحتهما. ولهما اجنحة كاجنحة اللقلق فرفعتا
الايفة بين الارض والسماء. فقلت للملاك الذي كلمني الى اين هما ذاهبتان
بالايفة. فقال لي لتبنيا لها بيتا في ارض شنعار. واذا تهيّأ تقرّ هناك على
قاعدتها
فعدت ورفعت عينيّ ونظرت واذا باربع مركبات خارجات من بين جبلين والجبلان
جبلا نحاس. في المركبة الاولى خيل حمر وفي المركبة الثانية خيل دهم وفي
المركبة الثالثة خيل شهب وفي المركبة الرابعة خيل منمّرة شقر.
فاجبت وقلت للملاك الذي كلمني ما هذه يا سيدي. فاجاب الملاك وقال لي هذه
هي ارواح السماء الاربع خارجة من الوقوف لدى سيد الارض كلها. التي فيها
الخيل الدهم تخرج الى ارض الشمال والشّهب خارجة وراءها والمنمّرة تخرج نحو
ارض الجنوب. اما الشقر فخرجت والتمست ان تذهب لتتمشى في الارض فقال اذهبي
وتمشّي في الارض. فتمشت في الارض. فصرخ عليّ وكلمني قائلا. هوذا الخارجون
الى ارض الشمال قد سكّنوا روحي في ارض الشمال
وكان اليّ كلام الرب قائلا. خذ من اهل السبي من حلداي ومن طوبيا ومن يدعيا
الذين جاءوا من بابل وتعال انت في ذلك اليوم وادخل الى بيت يوشيا بن
صفنيا. ثم خذ فضة وذهبا واعمل تيجانا وضعها على راس يهوشع بن يهوصادق
الكاهن العظيم. وكلمه قائلا. هكذا قال رب الجنود قائلا. هوذا الرجل الغصن
اسمه ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب. فهو يبني هيكل الرب وهو يحمل الجلال
ويجلس ويتسلط على كرسيه ويكون كاهنا على كرسيه وتكون مشورة السلام بينهما
كليهما. وتكون التيجان لحالم ولطوبيا وليدعيا ولحين بن صفنيا تذكارا في
هيكل الرب. والبعيدون يأتون ويبنون في هيكل الرب فتعلمون ان رب الجنود
ارسلني اليكم. ويكون اذا سمعتم سمعا صوت الرب الهكم ****
وكان في السنة الرابعة لداريوس الملك ان كلام الرب صار الى زكريا في
الرابع من الشهر التاسع في كسلو لما ارسل اهل بيت ايل شراصر ورجم ملك
ورجالهم ليصلّوا قدام الرب وليكلموا الكهنة الذين في بيت رب الجنود
والانبياء قائلين أأبكي في الشهر الخامس منفصلا كما فعلت كم من السنين هذه
ثم صار اليّ كلام رب الجنود قائلا قل لجميع شعب الارض وللكهنة قائلا. لما
صمتم ونحتم في الشهر الخامس والشهر السابع وذلك هذه السبعين سنة فهل صمتم
صوما لي انا. ولما اكلتم ولما شربتم أفما كنتم انتم الآكلين وانتم
الشاربين. أليس هذا هو الكلام الذي نادى به الرب عن يد الانبياء الاولين
حين كانت اورشليم معمورة ومستريحة ومدنها حولها والجنوب والسهل معمورين
وكان كلام الرب الى زكريا قائلا. هكذا قال رب الجنود قائلا. اقضوا قضاء
الحق واعملوا احسانا ورحمة كل انسان مع اخيه. ولا تظلموا الارملة ولا
اليتيم ولا الغريب ولا الفقير ولا يفكر احد منكم شرا على اخيه في قلبكم.
فابوا ان يصغوا واعطوا كتفا معاندة وثقّلوا آذانهم عن السمع. بل جعلوا
قلبهم ماسا لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذي ارسله رب الجنود بروحه عن يد
الانبياء الاولين فجاء غضب عظيم من عند رب الجنود. فكان كما نادى هو فلم
يسمعوا كذلك ينادون هم فلا اسمع قال رب الجنود. واعصفهم الى كل الامم
الذين لم يعرفوهم. فخربت الارض وراءهم لا ذاهب ولا آئب فجعلوا الارض
البهجة خرابا
وكان كلام رب الجنود قائلا هكذا قال رب الجنود. غرت على صهيون غيرة عظيمة
وبسخط عظيم غرت عليها. هكذا قال الرب قد رجعت الى صهيون واسكن في وسط
اورشليم فتدعى اورشليم مدينة الحق وجبل رب الجنود الجبل المقدس
هكذا قال رب الجنود. سيجلس بعد الشيوخ والشيخات في اسواق اورشليم كل انسان
منهم عصاه بيده من كثرة الايام. وتمتلئ اسواق المدينة من الصبيان والبنات
لاعبين في اسواقها.
هكذا قال رب الجنود ان يكن ذلك عجيبا في اعين بقية هذا الشعب في هذه الايام أفيكون ايضا عجيبا في عينيّ يقول رب الجنود
هكذا قال رب الجنود. هانذا اخلّص شعبي من ارض المشرق ومن ارض مغرب الشمس.
وآتي بهم فيسكنون في وسط اورشليم ويكونون لي شعبا وانا اكون لهم الها
بالحق والبرّ
هكذا قال رب الجنود لتتشدد ايديكم ايها السامعون في هذه الايام هذا الكلام
من افواه الانبياء الذي كان يوم أسس بيت رب الجنود لبناء الهيكل. لانه قبل
هذه الايام لم تكن للانسان اجرة ولا للبهيمة اجرة ولا سلام لمن خرج او دخل
من قبل الضيق واطلقت كل انسان الرجل على قريبه. اما الآن فلا اكون انا
لبقية هذا الشعب كما في الايام الاولى يقول رب الجنود. بل زرع السلام
الكرم يعطي ثمره والارض تعطي غلتها والسموات تعطي نداها واملّك بقية هذا
الشعب هذه كلها. ويكون كما انكم كنتم لعنة بين الامم يا بيت يهوذا ويا بيت
اسرائيل كذلك اخلصكم فتكونون بركة فلا تخافوا. لتتشدد ايديكم. لانه هكذا
قال رب الجنود كما اني فكرت في ان اسيء اليكم حين اغضبني آباؤكم قال رب
الجنود ولم اندم هكذا عدت وفكرت في هذه الايام في ان احسن الى اورشليم
وبيت يهوذا. لا تخافوا. هذه هي الأمور التي تفعلونها. ليكلم كل انسان
قريبه بالحق. اقضوا بالحق وقضاء السلام في ابوابكم. ولا يفكرنّ احد في
السوء على قريبه في قلوبكم. ولا تحبوا يمين الزور. لان هذه جميعها اكرهها
يقول الرب